ذلك فبنوا به ما جلا، فدخل فيه ماء ساقه الله إليه، فما أرى بشرب ذلك الماء بأسا»، قال: فحدثت بذلك سعيد بن إسحاق فقال لي: ما شرب سحنون من ماجل بناه الأمراء حتى لقي الله عزّ وجل، تورعا ونزاهة».
حدث أحمد بن أبي سليمان، قال: «كنا يوما جلوسا عند سحنون حتى أتاه غلامه بدرهم و [نصف فضة باع له به زيتونا]، فقال سحنون: «الحمد لله، زيتوننا وغلامنا ودابتنا»، ثم رمى بها، ثم قال لنفسه: «يا شقي، يا شقي، يا شقي، تدري ممن باعها لك؟ » وهذا من إشفاقه، رضي الله تعالى عنه.
قال سليمان بن سالم: ذكر «خشيش البزّاز» يوما عند سحنون وصدقاته وزكواته وما كان يفعل من المعروف في ماله، فلما أكثروا عليه قال لهم سحنون:
«اسكتوا! فلو لم يكن موقف خشيش عند الله تعالى إلا أنه يسأله عن كسبه ماله من أين كسبه [لكان حسبه! .و] قد قيل لابن هرمز: مات فلان وترك من المال كذا وكذا .. فقال: لكن المال لا يتركه! ».
قال محمد عن أبيه سحنون: «اعلموا أن ترك الحلال أفضل من عبادة