رياض النفوس (صفحة 395)

[يعني] سحنون، - فما أعلم أحدا يشبهه».

قال حمديس: سمع على سحنون العلم سنة إحدى وتسعين ومائة، وتلك السنة توفي ابن القاسم. وكان العلم في صدره كسورة من القرآن.

وقال حمديس: «رأيت أبا المصعب الزهري صاحب مالك بالمدينة، ورأيت أصحاب ابن القاسم بمصر وأصحاب ابن وهب وأشهب، ورأيت بمكة علماء وعلماء من أهل بغداد قدموا إليها، فو الله ما رأيت فيهم مثل سحنون ولا مثل ابنه محمد بعده».

قال عبد الله بن القبرياني: «جاء رجل إلى سحنون فسأله عن مسألة، فأجابه فيها، فسكت الرجل، فقال له سحنون: «متى عهدك [بالكتاب؟ فقال:

البارحة، قال: ] فوجه سحنون في طلب الكتاب، فجيء به إليه، قال: فتصفّح فقصد موضع المسألة كأنه يعرفه، فوجده كما قال سحنون، فقال حينئذ سحنون:

«إني حفظت هذه الكتب حتى صارت في صدري كأم القرآن، ثم كبرت سني وضعفت قوتي، وأحسست الضعف، وأخاف أن يكون قد خالطني في عقلي مثل ما أصابني في قوتي، أفتريد أن تشككني في هذا القليل الذي معي؟ »، أو كما قال رحمه الله تعالى.

قال أبو بكر بن اللباد: قال لنا أبو سعيد بن عمرو بن يزيد: أول ما تعلمت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015