دينار الذي بقي معه وقال له: عد لي به خبزا فعد له به خبزا في كسائه ثم أقبل به إلى المساكين ففرقه عليهم ولم يبق معه شيء ثم خرج فأتى منزله فاجتمع إليه أهل بيته فقالوا له: «وأين ما اكتسيت؟ » فقال: «وافقت سوقا والله ما رأيت خيرا منه».
فقالوا فيما بينهم: «دعوا هذا عنكم فليس ينفع فيه شيء».
وحدث داود بن يحيى قال: دخل عليّ إسماعيل بن رباح فقربت إليه كسرا من شعير يابسة وزيتا مرا، فلما أكل قال: «هذا طعامك؟ » قلت: «نعم» فقال: «لو علمت أن هذا طعامك ما كان نزولي إلاّ عليك، ولم أكن أنزل على غيرك».
قال: وحدثني غير داود: كان نزوله على معاوية الصمادحي، فيستجيد له الطعام فلا يأكل منه شيئا، فيذهب معاوية إلى السؤّال وأهل الطرق فيجمعهم إليه ويقرب الطعام إليهم فإذا رآهم أكلوا أكل معهم.
وحدث أبو سليمان ربيعة الجزري أن إسماعيل بن رباح خرج يريد «الجزيرة» ومعه قوم، فعرض لهم الأسد، فوقف الناس وتقدم إليه إسماعيل وقال له: «إن كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به، وإن كنت لم تؤمر فخل عن الطريق، [فتركهم ومضى]- قالوا: وكذلك جرى لإبراهيم بن أدهم مع الأسد - ثم قال لأصحابه:
«قولوا: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واكنفنا بركنك الذي لا يرام؛ اللهم ارحمنا بقدرتك علينا، لا نهلك وأنت الرجاء».