هراقت مني محجمة دم، لأن دعوة الرجل الصالح بردت على قلبي».فمات فضل سويا على فراشه لم يجرح جرحا حتى مات.
وعن ابن الحداد عن أبيه، قال: حدثني محمد بن لله، قال: كنت أخيط، وأنا غلام حدث السن، مع شباب عند معلمنا في المسجد المعروف اليوم «بمسجد ابن أبي نصر» إذ أقبل [إسماعيل] بن رباح الجزري فقال لمعلمنا: «يا شيخ؛ بكم اكتريت هذا الحانوت؟ » فقال له معلمنا: «ليس هذا بحانوت، وإنما هو مسجد» فقال له إسماعيل: «إن المساجد لم تبن للصناع، إنما بنيت للصلاة والذكر وتلاوة القرآن».أو كما قال رحمه الله تعالى، فنبره معلمنا، ثم أقبل علينا فقال: «يا شباب، اقبلوا مني أنتم إذ لم يقبل مني معلمكم أن لا تخيطوا في المسجد».
ثم ولّى عنا، فكان يتردد إلينا كالغريم يسألنا في أن ننتقل عن المسجد، ولا نخيط فيه. قال: فما زال بنا حتى تركنا الخياطة فيه.
وحدث أبو سليمان ربيعة الجزري، قال: كنا في «الجزيرة» على طعام إذ دخل علينا يهودي فدعوناه، فجلس يأكل معنا، [إلى أن] أقبل إسماعيل ابن رباح، فرفعنا اليهودي في غرفة، فلما دخل إسماعيل دعوناه إلى طعامنا، فمدّ يده ليأكل، ثم قبضها وقال: «طعامكم نجس، أو أكل منه نجس» فقلنا له: دعونا