مستجاب الدعوة، ما علمت أنه / روي عنه علم غير عبادته ومناقبه.
وقال غيره: كان معظما لأمر الله عزّ وجل، لا يكاد يرى منكرا إلا غيره، ولا يهاب في ذلك أحدا من الناس، كثير المعروف.
وسمع من يحيى بن السلام، ولم أجد له حديثا يتصل بي عنه. وكان أصله من الجزيرة، ثم سكن القيروان، وتوفي سنة اثنتي عشرة ومائتين غريقا في البحر بعد رجوعه من الحج؛ وذلك أنه ركب في البحر، فتحرك عليهم الهواء، فقالوا له:
«يا أبا عبد الله، ادع لنا» فقال: «قد قضيتم حجكم فما الذي تريدون؟ » ثم أخذ مصحفه فجعله في عنقه، ثم غطى رأسه بكسائه، ثم غرقت بهم المركب؛ ذكر ذلك أبو العرب عن سليمان بن سالم.
ذكر أبو عثمان سعيد بن الحداد، قال: حدثني من أثق به قال: كان إسماعيل في صغره يحضر المكتب. فإذا حفظ ما في لوحه غسل ما فيه من القرآن في إناء وشربه، فهذا كان دأبه حتى ختم.
وذكر أنه دخل على قوم جلوس في بيت وكل واحد منهم جالس على وطاء متكئا، فنظر في جانب البيت فإذا بمصحف موضوع في الركن، فأخذ المصحف فضمه إلى صدره، ثم قال لهم: «قوموا كلكم! » فقاموا، فأخذ ذلك الوطاء فكدسه في وسط البيت شيئا على شيء حتى صار مرتفعا، ثم أخذ ذلك