رياض النفوس (صفحة 369)

قال أبو جعفر بن قطويه: سمعت أبي يقول: حضرت جنازة في باب تونس وحضرها عبد الخالق [المتعبد]، فذكر من حضر الآخرة وأهوالها. قال:

فصاح عبد الخالق ثم ولى نحو الفحص [هاربا على] وجهه، فمضينا في أثره فأصبناه جاثيا على ركبتيه خارا على وجهه، فحملناه على دابة، ثم أقمنا بعد ذلك أياما نعوده حتى مات، رحمة الله عليه، سنة عشر ومائتين [من شدّة ال‍] خوف.

وذكر سليمان بن سالم، قال: حدثني أبو زرجونة في جنازة يحيى بن زكريا ابن الحكم، قال: خرجت ليلة أريد الأذان في المسجد - يريد أذان المغرب - فإذا عبد الخالق مقبل فقلت له: «تفطر عندي! » فقال لي: «أو يسرك ذلك يا أبا عبد الله؟ » فقلت له: «نعم» فقال لي: «نفعل ذلك».قلت له: [تأتي إلى] المسجد حتى نصلي وندخل البيت» فقال: «لا يمكن ذلك، لأنني خرجت من بيتي ومن نيتي أن أصلي في [الجامع]، سأصلّي وأنصرف إليك». / قال أبو زرجونة: فدخلت على عيالي، فأخبرتها بذلك، وأمرتها أن تهيئ المائدة إلى أن يجيء، ثم أذنت وصليت المغرب، وقعدت أنتظره حتى أقبل، فقمت ودخلت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015