ذكر حمدون بن العسال، قال: سألني سهل بن يونس بمصر عن عبد الخالق فقلت له: «قطعه الخوف عن العمل».فقال: «ما يضره ذلك. لو كان عبد الخالق في بني إسرائيل لصوروه في الكنائس».
وذكر حمدون المعروف بالخرنق، قال: كنت مع عبد الخالق ذات يوم نحو «باب سلم» إذ أبصر جماعة من الناس قد اجتمعوا فسألني عن شأنهم، فقلت:
«قعدوا لخيل تستبق»، فقال لي: «محضر صالح، بلغني أن الملائكة تشهده»، ثم توجه وتوجهت معه إلى تلك الجماعة، فجلسنا حتى أقبلت الخيل وقد تقدمها فارسان وأحدهما تقدم صاحبه. فلم يزل الذي كان صاحبه [متأخرا] يحث [فرسه] حتى صار بين يدي صاحبه [وسبقه].فأخذ صاحبه قصب السبق.
فجعل عبد الخالق يتخلّل الناس حتى انتهى إلى الفرس السابق فجعل يقبّل جحفلته ويقول: «بارك الله فيك، صبرت فظفرت»، ثم انجدل مغشيا عليه.
فاجتمع الناس عليه فلطفت بهم حتى أزلتهم عنه، وحملته على دابة حتى انتهيت به إلى موضعه، فأقام كم شاء الله مغشيا عليه، ثم أفاق. فذكرت له ما نابه، فقال لي: «لما رأيت الفرس الذي كان خلف صار أمام الذي كان أمامه، وأخذ فارسه [قصب] السبق ذكرت تقدم أقوام وأنّ من خلفهم قد يصير هو المتقدم ويصيرون خلفه».