رياض النفوس (صفحة 355)

وفي رواية: أن سعيدا قام من عند رباح مغضبا حتى دخل على الأمير يزيد بن حاتم وقد غلبه البكاء وجعل يقول له: «ما مر عليّ قط مثل اليوم! »، ثم قص عليه قصته مع رباح، فقال له يزيد: «هب أني عاديت لك أهل الأرض، أفأعادي لك أهل السماء؟ تعال حتى أريك كيف يعاد مثل رباح».فركب يزيد مع سعيد حتى دخل على رباح، فسلم يزيد على رباح فلم يرد عليه السلام، فأقبل يزيد على عواد رباح فقال لهم: ان سعيدا دخل عليكم والعليل يشق عليه الكلام، فإذا أجبتمونا عنه، فكأنه هو المجيب».ثم سألهم عن مبيته كيف كان وكيف حاله، ثم نهض. وكان هذا دأبه معه كل يوم في الزيارة حتى مات، رحمه الله تعالى.

119 - ومنهم أبو علي شقران (*) بن علي الفرضي، رضي الله تعالى عنه.

قال أبو العرب، رحمه الله تعالى: كان أبو عليّ رجلا صالحا ضرير البدن والبصر، وكان يقال إنه مستجاب. وكان مؤاخيا للبهلول. وكان عالما بالفرائض، وله فيها كتاب لم نجد عند علمائنا عن شقران غيره. روى [عنه] سحنون وعون بن يوسف. وكان سنه نحو [سنّ] البهلول. وكانت عليه الفراض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015