قال أبو العرب: كان ثقة قديم السن كثير الحديث. لقي مالك بن أنس وإبراهيم بن محمد من أهل المدينة، وسمع من أبي بكر بن عياش وجماعة من أهل الكوفة وأهل الشام وأهل البصرة. سمع منه موسى بن معاوية الصمادحي.
وركب يزيد بن محمد من إفريقية في البحر يريد غزو «المصيصة» فخرج عليهم عدو صقلية فاستشهد، رضي الله تعالى عنه.
قال الشيخ أبو عبد الله الأجدابي: فدلّ ذلك على أن أهل صقلية لم يكن بينهم وبين المسلمين هدنة.
ومن بعض ما أسنده من الحديث: عن يزيد بن محمد الجمحي عن بقية بن الوليد عن مسلم بن زياد، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من قال حين يصبح: اللهم أصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، أعتق الله عزّ وجلّ ربعه ذلك اليوم من النار. فإن قالها مرتين، أعتق الله نصفه من النار. فإن قالها ثلاثا، أعتق الله عزّ وجلّ ثلاثة أرباعه من النار. فإن قالها أربعا، أعتقه الله تعالى في ذلك اليوم من النار».