بعد ذلك وجعلت في المكان الذي [هي] به اليوم - فدعا إبراهيم ابن غانم وقال له: «اصعد إليّ» فأبى ابن غانم من ذلك وقال: «يا قوم! ألا تعجبون من هذا الأمير ما يريد مني؟ : مرة يقول اركب معي في العمارية ويشق السماط كهيئة المجلودين، لأنه إنما يشق في السماط بالمجلودين، ومرة يشق في زرع الناس بدوابه، ويريد مني أن أمشي فيه، ومرة يقول: اصعد معي الصومعة، وفي صعودي إليها تشرف على حرم المسلمين ونظر إلى عوراتهم. والله لا أفعل ذلك! ».
تميم بن خيران، قال: «كانت الكتب - حين تأتي - من عند الخليفة إلى إبراهيم، ويأتي معها كتابه إلى ابن غانم، وكان الرسول يسكن إلى قرب «قبة [ابن] عبد السلام»، فربما أتى إبراهيم وابن غانم إليه، فأخذ كل واحد منهما كتابه، ففض إبراهيم كتابه وقرأه على ابن غانم، وهما جميعا راكبان يتسايران، فقال إبراهيم لابن غانم: «قد فضضت أنا كتابي وقرأته عليك، ففض أنت كتابك واقرأه عليّ» فأبى ابن غانم من ذلك، فوجد من ذلك ابن الأغلب. فلما صارا جميعا إلى «مربع السماط» الذي يؤخذ منه إلى «السقطيين» وإلى ناحية «الأبزاريين» حرك إبراهيم دابته، فصار قدام ابن غانم، فتركه ابن غانم وعطف في زقاق السقطيين» وتمادى إلى داره، وشق إبراهيم السماط إلى دار الإمارة وهو