ولكن قد تخترق الأشياء دونه» فقال الخراساني لإبراهيم: «ما يقول الأمير؟ » فقال: «أقول ما قال القاضي» قال: فقام القاضي ابن غانم وقال لحاتم: «امض أمامي» فقال إبراهيم: «لله تلاده من امرئ دحداح - يريد قصير القامة - ما أنفذ بصيرته وأمضى عزيمته! ».
ونظر ابن غانم إلى قارورة في يد إبراهيم فيها دهن يسير. فقال له: «ما هذا؟ » قال: «دهن» ثم قال للقاضي: «كم تظن يساوي هذا؟ » فقال له «يسير» فقال له إبراهيم: «فإن ثمنه كثير: كذا وكذا»، وذكر ثمنا كثيرا. فقال ابن غانم: «وما هو هذا؟ » قال: «السم القاتل» قال ابن غانم: «أرنيه» فدفع إليه القارورة، فلما أخذها ابن غانم ضرب بها عمودا كان في المجلس، فكسرها وأراق ما فيها، فقال له إبراهيم: «هاه! ماذا صنعت؟ » قال: «أفأترك معك ما يقتل الناس؟ ».
وركب إبراهيم عمارية، ودعا ابن غانم فقال: «اركب معي»، وأراد أن يشق السماط الأعظم، فامتنع من ذلك ابن غانم. ثم ركب يوما آخر وابن غانم معه، فسلك زرعا ولم يسلك معه ابن غانم في الزرع وأخذ في المحجة. ثم إن إبراهيم صعد يوما إلى صومعة الجامع - وكانت الصومعة في الركن الغربي ثم أزيلت