«بالريدان» فقال لي: «ما يقول الناس في ولايتي؟ » فقلت له: «يقولون إن الذي ولاك روح بن حاتم برأي ابن فروخ»، فقال ابن غانم: «لا والله، لقد قال لي روح بن حاتم: والله ما خرجت من المشرق إلا وأنت قاض، وذلك أني دخلت على أبي يوسف - وهو حينئذ قاضي القضاة لأودّعه، وكان لي صديقا - فقلت له:
«أصلحك الله يا أبا يوسف، إن أمير المؤمنين ولاّني إفريقية، فهل لك من حاجة؟ » فقال: «أوصيك بتقوى الله عزّ وجلّ وبأهل مدينة القيروان [خيرا].وبها شاب يقال له عبد الله بن غانم قد فقه وهو حسن الحال، فوله قضاءها».فقلت له: «نعم» فودعته ثم انصرفت. فمن ذلك اليوم عقدت ولايتك في قلبي».
كان، رحمه الله تعالى، إذا جلس للخصوم رمى إليه الخصماء الشقاف فيها قصصهم مكتوبة؛ فقعد يوما للخصوم، فرموا إليه شقافهم، فدعا بها، فإذا في شقفة منها «مكتوب نخاسي البغال»، فدعاهم وسألهم عن قصصهم، فقالوا له:
«اشترى [منا] أبو هارون موسى، مولى إبراهيم بن الأغلب وصاحب أمره، بغالا بخمسمائة دينار ولم يدفع إلينا شيئا. فضم ديوانه، ثم قام إلى إبراهيم، وكان قد أباح له الدخول، فقال له إبراهيم: «ما قصة القاضي؟ » فذكر له أمر المتظلمين من أبي