رياض النفوس (صفحة 243)

الجامع وهو يذكّر الناس ويعظهم وقوم من القراء يقرءون، فأقف عليه وأستحلي سماع ذلك فأبطئ على معلّمي. فحاسبت نفسي وقلت: لا يسوغ لي هذا ولا يسعني ذلك لأني مستأجر. فكنت آخذ من معلّمي طريحة أعملها بأجرة معلومة، وأسقطت العمل بالأيام. فكنت أعمل طريحتي فإذا فرغت منها مضيت إلى مجلس مسافر فأسمع ما يجري في مجلسه من المواعظ والذكر فانتفعت بذلك، وبقيت حلاوة تلك المجالس في قلبي ومنفعتها إلى الآن».

قال البهلول: «وهؤلاء القراء إن أتوني سمعت قراءتهم، وإن غابوا لم أرسل وراءهم».

قال أبو بكر: ولم أجد لمسافر هذا خبرا ولا أثرا أنقله عنه.

ذكر الطبقة الثالثة

[من فقهاء مدينة القيروان]

86 - منهم البهلول بن راشد الحجري الرعيني (*)، مولى لهم.

فضله أشهر من أن يذكر. سمع من مالك والليث وسفيان والحارث بن نبهان ويونس بن يزيد، وسمع بإفريقية من ابن أنعم وموسى بن علي بن رباح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015