رياض النفوس (صفحة 242)

قال أبو سليمان: سلكت طريق «تبوك» فاستوحشت، فهتف بي هاتف وهو يقول: «يا هذا، نقضت العهد. لم تستوحش؟ أليس حبيبك معك؟ ».

وقال أبو عبد الله الزاهد، وكان قد صحب ربيعا هذا، قال: «مرض ربيع مرضة فاشتهى الرمان، فطلب له بكل وجه، فلم يوجد، فخرج إلى البحر فاستقبل القبلة ودعا، فأتاه آت بسبع رمانات، فوضعهن في حجره. وانصرف».

85 - ومنهم مسافر بن سنان الواعظ (*)، رضي الله تعالى عنه.

كان رجلا صالحا فاضلا يجتمع إليه الناس للذكر والمواعظ، فانتفع به وعلى يده جماعة من الناس.

قال سليمان بن سالم في «مجالسه»: كان مسافر بن سنان بالقيروان، وذكر مواعظه، ثم قال: لقد أخبرني يحيى بن زكريا بن الحكم عن أبيه، قال: قلت للبهلول بن راشد: «يا أبا عمرو، أرأيت هذه القراءة التي تقرأ عندك، أشيء رويته عن السلف فنرويه عنك، أم شيء رأيته؟ » فقال لي: «ما أخذته عن أحد، إلا أني كنت عند معلمي أخيط، وكان يرسلني، فكنت أمرّ على مسافر بن سنان في المسجد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015