كان من أهل الفضل والدين، يروى عن نافع مولى ابن عمر، وخالد بن أبي عمران، ودرّاج بن سمعان. روى عنه ابن وهب وسعيد بن أبي مريم، وكان أحد الخائفين. مولده بإفريقية، ثم انتقل إلى المشرق وتوفي سنة ثمان وسبعين ومائة.
أسند عنه ابن عبد الأعلى حديثين بعد أن أثنى عليه، فرفع الإسناد: حدثنا نافع أنه سأل عبد الله بن عمر فقال: «إنا قوم لا نثبت عند قتال عدونا، ولا ندري من الفئة [إمامنا أو عسكرنا] فقال: «إن الفئة رسول الله صلّى الله عليه وسلم» قال: فقلت: «إن الله عزّ وجلّ يقول في كتابه العزيز: {(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ)}، فقال: «إنما نزلت هذه الآية لأهل بدر، لا قبلها ولا بعدها».
كان فاضلا صالحا متواضعا في نفسه، قليل الهيبة للملوك في حق يقوله، لا يخاف في الله لومة لائم، مباينا لأهل البدع ومعاديا لهم، حافظا للحديث والفقه.