فخرج إليهم حبيب، فقاتلهم] / فهزم هو ومن معه من عسكره، فلما صار إلى مدينة القيروان أمر أبو كريب بقتالهم، فاجتمع إلى أبي كريب أهل البصائر وخرجوا لقتالهم، إذ كانوا يستحلون سفك دماء المسلمين، واجتمع إليه من الناس ألف رجل وتخاذل الباقون من أهل القيروان، فالتقوا على الوادي المعروف «بوادي أبي كريب»، فسمّي به إلى اليوم، فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل أبو كريب وجميع من معه، رحمة الله عليهم. وذلك سنة تسع وثلاثين ومائة.
72 - ومنهم يزيد بن الطفيل القاضي (*) واسمه عبد الله بن عبد الرحمن [بن
الطفيل] واشتهر وعرف بيزيد بن الطفيل.
وكان من فضلاء المؤمنين. روى عن علقمة بن وقاص الليثي.
روى ابن أنعم عن ابن الطفيل، قال: «سمعت علقمة بن وقاص يقول: سمعت عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، يقول: «استقبلوا الشمس بجباهكم فإنها حمّامات العرب».
وسبب توليته القضاء أنه قدم إلى القيروان وزير للخليفة فدخل المسجد الأعظم، فرأى حلقة عظيمة وفيها شاب كلما اختلف اثنان ممن حضر الحلقة رجعا إليه وصدرا عن رأيه، فقال الوزير: «من يكون هذا؟ » فقيل له: «هذا يزيد بن الطفيل. فرجع الوزير إلى الخليفة، فبينا هو يوما بين يدي الخليفة إذ ذكر قاضيا