رياض النفوس (صفحة 1113)

قال الفقيه أبو بكر بن اللّباد - رحمة الله عليه - في بعض تآليفه: هذا ما انتهى إلينا من أخبار العلماء العقلاء المؤمنين الذين يتلذذ بمجالستهم وأخبارهم، (وتطلب الفائدة منهم) ويشتدّ الاغتمام بمفارقتهم ويطول الحزن والبكاء عند فقدهم، وتقرب القلوب [منهم] / وإن نأت بهم ديارهم، أخلاقهم جميلة، وقلوبهم سليمة، وأنفسهم كريمة، قد عرفوا أزمانهم، وأقبلوا على شأنهم، الناس منهم في راحة، وأنفسهم منهم في تعب، شغلهم بالله متّصل، وعن غيره منفصل، فسلم النّاس من ألسنتهم وأيديهم، اخوة كما أمر الله عزّ وجلّ، أمهاتهم شتّى وقلوبهم على الحق والخير مجتمعة، فمن أحبّهم أفاد خيرا كثيرا، ومن حسدهم أو آذاهم فقد خسر خسرانا مبينا، لا يرغب في مجالستهم إلاّ أديب عاقل، ولا يزهد في رؤيتهم إلاّ أحمق جاهل، نفعنا الله سبحانه بهم، وأشركنا في صالح دعائهم، وغفر لنا ولهم، وجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمته ودار كرامته، إنه غفور رحيم، (فسل الله سبحانه التوفيق والرشاد والسداد، انه) الكريم الجواد.

[وهذا] آخر [ما وجدته من] كتاب «رياض النفوس» في طبقات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015