رياض النفوس (صفحة 1111)

الذي فعل ذلك، فأمّا دخولي على يديّ ورجليّ فإنّما أردت [بذلك] أن أعلمكم أنكم مثل البهائم لا شيء عليكم لا وضوء ولا صلاة ولا زكاة ولا شيء من الفرائض، سقط جميع ذلك عنكم. وأمّا لباسي الفرو مقلوبا، فإنما أردت بذلك أن أعلمكم أنكم قلبتم (الدّين) الذي كنتم عليه ودخلتم في هذا الدّين. وأما قولي (لكم): بح، فإنّما أردت أن أعلمكم أن الأشياء كلها مباحة لكم: [من] الزّنا، وشرب الخمر، وجميع ما حرّم الله - تعالى الله عمّا يقول الظالمون علوّا كبيرا -.

قال الشيخ أبو الحسن: وأخبرني من رأى ابن غازي راكبا / على دابة وعليه رداء وطويلة، وهو في زقاق الروم، والناس حوله وهو يقول: يا ريان لا قود ولا دية، قال غير أبي الحسن: يا زيان - منقوطة -، قال: يريد بذلك إنه لا حرام ولا حلال، ولا حدّ ولا حكم.

وحدّث أبو بكر أحمد بن محمد بن يحيى القرشي، المتعبد الصقلّي، قال:

حدّثنا أبو عبد الله محمد بن خراسان قال: كان ابن غازي ساكنا بقصر الرباط بسوسة، وكان قد بلغ من العبادة إلي غاية لم يبلغها [أحد] غيره في وقته، وكان له صوت حسن في القراءة فقرأ ليلة وأعلن بقراءته، فسمعه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015