رياض النفوس (صفحة 1108)

رجاله، فقال له معدّ: رجل في بيت من قصب بقرب الفحص يشتمنا وما قدرنا له على شيء، فقال له ابن الإفرنجية: من هو يا مولاي؟ / نقطع رأسه ونفعل به كذا وكذا، فقال له معدّ: اسكت يا عبد السوء، فقال موسى اليهودي لمعدّ: إنك لن تطيقه، فسكت عنه معد، فلمّا خلا المجلس قال معدّ لموسى اليهودي: ما ذاك الخطاب الذي خاطبتني به؟ فقال له: نعم. أنا أخبرك، كانت عندي ابنة وكان بعينها بياض، فما بقي شيء مما أمر به الأوائل إلاّ وقد عملته لها، فلم تنتفع بشيء [منه] حتى إني وجّهت إلى مصر فاشتريت لها مثقال توتية بمائة مثقال ذهبا، وعملته لها، فما نفعها شيء وابيضّت عيناها. فكانت لا تبصر. وكانت تدخل إلينا امرأة فقيرة من المسلمات فقالت أعطوني هذه الصبيّة أمضي بها عند السبائي، فمضت بها إليه فرقاها في جملة من يرقي فجاءت وهي تبصر وزال ما بها في الوقت.

وذكر عنه أنه كان يرقي الناس الذين (يأتون إليه جملة) ويجرّ [على] كل إنسان منهم بيده على وجعه فيبرأ، فتحيّل رجل مشرقي ممّن مرق في الإسلام، بعينيه وجع، فأرخى منديله على وجهه في جملة الناس / خوفا أن يعرف، فرقى أبو إسحاق الجماعة وخرجوا، فبعد خروجهم عرّفه بعض من حضر أن فيهم رجلا مرق عن الإسلام، فقال: لم لم تخبروني به؟ عليّ به، فقام رجل وراءه وردّه إليه وهو فزع، فقال له أبو إسحاق: أجررت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015