رياض النفوس (صفحة 1094)

الشيخ: اصبر يا أخي يا [أبا] سعيد، فوقفني بين يديه وأقبل يشير عن يميني وعن شمالي، فسمعته آخرا وهو يقول: {وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ: مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} إلى آخر السورة. فإذا به إنما قرأ عليّ وعوّذني ب‍ «يس».ثم أخذ في الدعاء فدعا بدعاء عظيم، ثم قال لي: مر يا أخي يا [أبا] سعيد حفظك الله تعالى من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك ومن فوقك ومن تحتك. قال: فخرجت من داره فمررت برحبة ابن أبي داود، فإذا رابطة وعساسة وكلاب، فما كلّمني أحد بكلمة ولا نبح عليّ كلب، (ثم تماديت في طريقي فمررت بالسماط على دار ابن أسود الداعي، فوجدت عندها رابطة وعساسة وكلابا، فما كلّمني منهم أحد ولا نبح عليّ كلب). ثمّ تماديت إلى ناحية سوق ابن هشام وعنده رصد وكلاب فما كلّمني منهم أحد، فلما وصلت إلى بئر أم عياض وجدت أيضا عندها مثل ذلك، فتماديت حتى انتهيت إلى الدرب، فداخلني الهمّ والفزع، قلت:

هم صلّوا وغلّقوا الأبواب فمن يفتح لي؟ فهززت الباب فانفتح لي، فأصبت أمي واقفة خلف باب (الدار، فلما رأتني قالت: خلف. قلت:

خلف) فدخلت وحمدت الله تعالى على السلامة فلما كان الغداة مضيت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015