رياض النفوس (صفحة 1081)

وكان إذا أراد أن يتوضأ يتلو قوله عزّ وجلّ: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ} ثم يقول: نعم يا رب ..

(نعم يا رب) ويكرر ذلك، ثم يغسل وجهه وذراعيه وهو تحت خوف عظيم وو له، يفعل ذلك في كل عضو حتى يفرغ من وضوئه.

وكان يحب سماع القرآن ممن له صوت حسن، قال الشيخ أبو الحسن فعاتبت أبا القاسم ابن أخت الغسّاني في قلّة دخوله إليه، وأخذت بيده ومضيت به إلى دار أبي إسحاق فدخلنا / عليه، فوجدنا عنده أبا القاسم الفزاري الشاعر، (قال: فسلّمنا على الشيخ وقلت له: هذا أبو القاسم جارك ثم) قلت (له): يا أبا القاسم (اقرأ) فقال: هيبة الشيخ تمنعني أن أقرأ، ولكن اقرأ معي. قال الشيخ أبو الحسن: فابتدأ في سورة الواقعة [قال] وابتدأت معه بصوت منخفض، حتى انتهى إلى قوله عزّ وجلّ {وَكُنْتُمْ أَزْااجاً ثَلاثَةً} فرفع (بها) صوته وغلق عينيه وسكتّ أنا، ورجع فابتدأ من أول السورة، فعهدي بالشيخ أبي إسحاق (و) قد انضمّ بعضه إلى بعض وهو يتنهّد ويتأوه، وكأنّي أحسّ أن أضلاعه تجتلف، فقلت: الساعة يموت وندمت في مجيئي إليه، وطال عليّ تمام السورة، فما فرغ منها وأنا آمن على الشيخ، فقمنا وتركناه في غيبته تلك.

وكان ابن أخت الغساني هذا قويا في الدّين، قليل المبالاة بمن خالف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015