رياض النفوس (صفحة 1080)

ولما شغله الناس كان يقول: إذا كان الأمر هكذا فمتى يعمل الإنسان؟ قال: فكان يقول: هذا أمر قد نزل - يعني اختلاف الناس إليه - لا يزيله إلاّ الموت.

قال أبو عبد الله الأجدابي: قلت لأبي علي حسان بن محمد: / هل خرج أبو إسحاق للصلاة على مروان؟ فقال لي: ما علمت أنه خرج من باب (داره) متصرفا من أيام أبي يزيد حتى توفي. بلى إنه كان يخلو في مسجد أبي الحكم قبل أن يعرف، أقام فيه عشرين سنة يخلو فيه للعبادة.

قال أبو سعيد خلف القلاّل: قال لي الشيخ أبو إسحاق: افل لي كسائي قال: ففليته، فوجدت فيه برغوثا ميّتا، فقال لي: فليته؟ قلت: نعم.

وأخبرته بما وجدت فيه. فقال: ما مكّناهم.

قال أبو سعيد القلال: وما رقد أبو إسحاق على عود قط - يعني: سدّة ولا سريرا -.

وكان إذا دخل في الصلاة لم يكن قلبه إلاّ فيها. قال علي بن حمّود - وكان خصّيصا بأبي إسحاق -: دخلت يوما على أبي إسحاق في بيته فوجدته [قائما] يصلّي، فجلست ثم دخل [شخص] آخر فجلس إلى جنبي (قال): فلما سلّم من صلاته (أقبل علينا) وقال: متى دخلتما؟ فقلنا له: منذ ساعة. قال: ما عرفت بكما (في) وقت دخولكما ولا رأيتكما إلاّ الساعة. قال أبو الحسن: إنما ذلك من شدّة خوفه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015