رياض النفوس (صفحة 1069)

ولكن أحب الذي أحبّ الله عزّ وجلّ لي، إن أحب مولاي حياتي أحببت ذلك، وإن أحبّ مولاي موتي أحببت / ذلك. قال [عبد الله]: وهذه طريقة أهل الرضى ولا تسليم وهي درجة رفيعة.

ولما حضرت وفاته قال: أوقد السراج للأضياف الذين عندنا. قال الجبي فقدر أنه رأى ملائكة الحضور، ثم مات [ ..... ] من اللّيل، وأوصى أن يصلّي عليه حيان بن بقين المؤدب (المغربي)، إذ هو من سادات سكان ذلك القصر، وأنذر الناس بموته وتربص به الاربعاء والخميس، وكفن في كساء وجبّة (من) صوف وكرزية كان يصلّي فيها إذا نام الناس مع إزار وثوبين، وصلّى عليه، وجعل بعضهم يعزّي بعضا فيه.

وذكر أنه أتى رجل من أهل المشرق إليه فسلّم عليه فسأله من أين موضعه؟ [فقال له: من بيت المقدس [و] قد جئت من الأندلس أريد بلدي]، فقال له: من بيت المقدس إلى الأندلس لو لزمت الباب لرأيت العجب، فقال له: يا شيخ أنا رجل لي حوائج أدور على البوابين لعلّي أصادف منهم من يرفع حاجتي. فسكت النوفلي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015