رياض النفوس (صفحة 1053)

قال أبو محمد الجبي: ما رأيت أهون من الدنيا عند أبي الفضل ولا أقل وزنا: وذلك أن رجلا أتى إليه وهو يجري ويلهث حتى سال عرقه، فقال له أبو الفضل: ما دهاك؟ فقال: أتيت لأبشّرك بوصول لوح مشحون أرسل [به] إليك، فقال له: وهذا الذي صيرك بهذه الحالة؟ فقال له: نعم، فقال له: اذهب فبارك الله لك في اللوح بما فيه.

قال أبو محمد بن أبي زيد (الفقيه): بلغني أن ابن عمّ له بغدامس توفي وليس له وارث غيره وترك جنانا وغلاما فيه محافظا على صلواته من الأتقياء، فقال: أشهدكم أنه حرّ وأن الجنان عليه صدقة.

قال أبو محمد الجبي: أتى ليلة أبو محمد بن التبان الفقيه إلى أبي الفضل الغدامسي ليبيت عنده، فصاح بابن مؤنس ورشيد وقال لهما: الفقيه بات عندنا الليلة وليس عندنا ما نعشّيه (وما يصلح له)، الحقوني، قال:

فمضى ابن مؤنس في الوقت إلى القصر فوجد سبع حجلات مع (بدوي) فاشتراهم وأتى بهم، فلما رآهم الشيخ سرّ بهم سرورا عظيما، ودخل إلى بيته وأخرج نعلا طائفيا جديدا مما أهدي إليه، وقطائع وأشياء مما يساوي دنانير،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015