رياض النفوس (صفحة 1051)

قال: ثم دخلت عليه، فسلّمت وجلست، فقال للرجل: من أتى بهذا (التمر)؟ فقال له: - أصلحك الله تعالى - هذا الشاب، وأشار إليّ، فقال لي: من أين موضعك؟ فقلت له: من أهل القيروان، قال: فأقبل وهو يمدح أهل القيروان، ويذكر ما أنعم الله تعالى به عليهم ويدعو لهم، قال: فقلت له - أصلحك الله تعالى -: أحبّ أن تدعو لهم بالغيث فإنهم تحت عطش عظيم، (قال): فأخذ في الدعاء (قال) فدعا بدعاء عظيم، (قال) فوصل إلينا الخبر من القيروان أن الوادي أتى إلى الماجل في الوقت الذي دعا فيه أبو الفضل، فملأ المواجل من غير مطر أصاب القيروان، إنما مطرت البوادي فأتى السيل إلى المواجل فملأها.

وأتاه رجل يستغيث به وهو يبكي فقال (له: - أصلحك الله تعالى -) أخذ أخي على لبود أتى بها من الأندلس - وكانت اللّبود مخطرة لا يخرج بها أحد - وقد سجن في المهدية على أن تقبّل، وهو يتضرّع، فرقّ له الشيخ أبو الفضل وقال له: أمضي معك، (قال) فخرج الشيخ أبو الفضل معه، فلما مشى عن القصر يسيرا استيقظ وقال للرجل: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله أخطأنا الطريق، (فقال له - أصلحك الله تعالى -: نحن على الطريق، فقال له: لا يا مبارك قد أخطأنا الطريق)، قال: فرجع (الشيخ) أبو الفضل إلى ناحية فركع ركعتين وسأل الله عزّ وجلّ / في حاجة الرجل، فما أصبح الصبح حتى وصل الرجل المسجون إلى أبي الفضل. فقال له: كيف كان خبرك؟ فقال له: ما أدري - أصلحك الله تعالى - إلاّ [أني] كنت جالسا في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015