رياض النفوس (صفحة 1007)

داره، ففتحه وصاح إلى بعض جيرانه، وقال: التمسوا لي هذا المزمار في أي دار هو وعرّفوني بذلك، فمضوا حتى وصلوا (إلى) قصر طارق فسألوا أهل القصر عمّن نزل بالمسكن الذي بنى طارق في غربي قصره، فقالوا: نزل به رجل من هؤلاء القوم يقال له: الأمير طاهر جاء من المهدية وهو ابن عم إسماعيل السلطان، أتى معه بالمسكر والملاهي، فرجعوا إلى الشيخ وعرّفوه بذلك، فقال لهم: اجمعوا الناس، فلما جمعوهم قال لهم: تصلون إلى هذا الفاسق وتقولون له: أتيت بالمنكرات إلى رباط المسلمين وثغر من ثغورهم، اخرج عنّا وإلاّ جاهدناك حتى تخرج، (قال): فذهبوا إليه وعرّفوه ما قال الحسن - رحمه الله تعالى - فقال لهم: أنا منصرف عنكم بالغداة، وقطع التي كانت عنده، ولم يسمع منه بعد النكير عليه شيء، فلمّا أصبح رحل عنهم.

وكان هذا من الحسن بعد (تركه) النظر بين أهل سوسة، لأنه إنما ولي في أيام زيادة الله.

ولما كان بعد فتنة أبي يزيد جاء إسماعيل السلطان إلى مدينة سوسة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015