رياض النفوس (صفحة 1004)

ثمنين قمحا، فقال لها: امضي به إلى السوق إلى الجروي الحنّاط وقولي له:

يقول لك الشيخ: بع لنا هذا القمح، (ففعلت الخادم) فقال لي: يا بني يا محمد (أنت) إنما متّكلك على ما في يديك، فما أنت من المتوكلين على الله تعالى. كأن القمح إذا كان عند أبيك ينجّيك من قضاء / الله عزّ وجلّ (عليك)، أنت رجل قليل اليقين، يا بني: من توكّل على الله كفاه.

وكان متقلّلا من الدنيا.

قال أبو عبد الله محمد بن خليفة: وجّهني معلّمي - وكان يقال له ابن الكشاطة - بمسألة في كتف إلى الحسن بن نصر، فكتب له جوابها. قال:

فمضيت إليه فوجدته قائما على رجل سدّة وهو يطيّن حائطا في داره بالطين وزوجته تكور له الطين بيديها وتناوله إيّاه يملّس به الحائط، فأخبرته بالمسألة، فأخذ الكتف من يدي وقرأها وقال لي: معك دواة؟ فقلت: نعم. فأخذها وكتب الجواب ودفعه إليّ وهو قائم على حاله.

وكان يلبس جبّة صوف، فإذا اتّسخ صدر الجبّة أدارها فردّ الذي منها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015