رياض النفوس (صفحة 1000)

وأمّا ورعه، فحدّث محمد ولده قال: كان أبي جالسا يوما في داره (وحوله طلبة العلم)، حتى دخل عليه عمرون الفقيه - وكان من رجاله - فدفع إليه ثمن درهم وقال له: اشتر لنا بهذا حوتا من هذا السراف، قال:

فمضى عمرون فاشتراه وجاء به إلى الدار، قال: فأخذنا الحوت وقليناه وجعلناه في بواقي حتى دخل الشيخ بعد صلاة المغرب / وكنّا نعمل له حريرة يفطر عليها، وكان يسرد الصيام، فقدّمناها إليه، فشربها. (قال): ثم قدّمنا له الحوت، فلما رآه استعظمه وقال، أرأيت ما فعل عمرون؟ حرمنا في هذه الليلة العشاء، أعطيناه ثمن درهم يشتري لنا به، فزاد من عنده واشترى هذا كله. فلما كان الغد جلس الشيخ في مسجده، وأتى عمرون مع سائر الناس، فقال له: يا أبا حفص أعطيناك (ثمن درهم تشتري لنا به سرافا، فاشتريت لنا بأكثر مما أعطيناك وحرمتنا العشاء البارحة)، فقال له عمرون:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015