أحدهما: أن يكون ذلك حقيقةً، كما قيل، وتُنقل هذه البقعة، فتكون روضة في الجنة، وفيه عندي بُعْدٌ ما.
والثاني: وهو أشبهُ: أن يكون مجازًا، ومعناه: أنه جعلَ نفسَ البقعة من الجنة؛ لصيرورة مَنْ حَلَّها (?) إلى الجنّة -إن شاء اللَّه تعالى- على طريق المبالغة والاستعارة.
وكان تخصيص السُّيوف دونَ آلاتِ الحرب، لكونها الغالبَ على ما (?) يُقاتَل به، واللَّه أعلم.
ق: وهذا الدعاء لعله إشارةٌ إلى ثلاثة أسباب يُطلب بها الإجابة.
أحدها: طلبُ النصر بالكتابِ المنزل عليه، يدلُّ عليه قوله -عليه الصلاة والسلام-: "منزلَ الكتاب"، كانه قال: كما أنزلته، فانصرْه وأَعْلِه (?)، وإشارة إلى القدرة بقوله: "ومجريَ السحاب".
وأشار إلى أمرين بقوله "وهازمَ الأحزاب":
أحدهما: التفرُّدُ بالفعل، وتجريدُ التوكُّل، واطِّراحُ الأسباب، واعتقادُ أن اللَّه -تعالى- هو الفاعل.
والثاني: التوسُّل بالنعمة السابقة إلى النعمة اللاحقة.
وقد ضمَّن الشعراءُ هذا المعنى أشعارَهم بعدما أشارَ إليه كتابُ اللَّه