وتثنيته حِمَيَان، وسمع الكسائي (?) تثنيته حِمَوَان، والصوابُ الأول (?)؛ لأنه من باب: فتى، ورَحًا؛ مما لامُه ياء، وإن كان قد جاءت لغةٌ شاذة في تثنية رَحًى، قالوا فيها (?): رَحَوَان على لغة من قال: رَحَوْتُ بالرَّحى، وهي لغة قليلة جدًا.
والمضغة: قَدْرُ ما يُمضغ من اللحم، والمراد بها هنا (?): القلب؛ كما فسرها -عليه الصلاة والسلام-، وليس المراد بالصلاح والفساد اللحمة الصنوبرية، وإنما المراد: المعنى القائم بها الذي هو محلُّ الخطاب والتكليف، وهذا مما يستدل به على ما ذهب إليه الجمهور؛ من أن العقل محلُّه القلب، لا الدماغ -على ما تقدم-؛ لترتيبه (?) -عليه الصلاة والسلام- الصلاحَ والفساد عليه (?) دونَ ما عداه، وهو محل الاعتقادات، والعلوم، والأفعال الاستتارية (?)، بأن قد عبر عنه بالعقل نفسه.
قال الفراء في قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [ق: 37]: أي: عقل، وهو من الألفاظ المشتركة، يقع