وقال آخر: [الوافر]
فَلَسْنَا بِالْجِبَالِ وَلَا الْحَدِيدَا (?)
فعطف على الموضع في البيتين فقد تظافرت القراءتان على المسح في الرجلين.
فإن قيل لهم: وجه قراءة الجر على أنه خفض على الجوار.
قالوا في الجواب عن (?) ذلك: إن الخفض على الجوار لغة شاذة ركيكة، ويتحاشى القرآن عن حمله على الشاذ (?) الركيك، مع إمكان حمله على الفصيح.
ويقوي قولهم: ما ذكره إمام الحرمين في «برهانه»: من أن كل تأويل يؤدي إلى حمل القرآن على ركيك شاذ في اللغة لا يقبل، ويعد متأوله معطِّلاً، لا متأولا، وضرب المثال بمسألتنا هذه، وقال: لا يبعد أن تحمل قراءة النصب على العطف على الموضع، ومن لغتهم: يا عمر الجوادا (?)، أو تكون قراءة النصب مظافرة لقراءة الجر، على أن المراد في الرجلين المسح.