فنذرت أن تحتال لقائلهما حتى تجمع بينه وبين من يحبه قالت فإني لبمزدلفة إذ سمعت من ينشدهما فاستدعيت به فزعم أنه قالهما في بنت عم له وقد حلف أهلها أن لا يزوجوهها منه فوجهت إلى الحي وما زالت تبذل لهم المال حتى زوجوه وإذا المرأة أعشق من الرجل فكانت زبيدة تعده في أعظم حسناتها وتقول ما أنا بشيء أسر مني بجمعي بين ذلك الفتى والفتاة

قال الزمخشري وهوي أحمد بن أبي عثمان الكاتب جارية لزبيدة اسمها نعم حتى مرض وقال فيها أبياتا منها

وإني ليرضيني الممر ببابها ... وأقنع منها بالشتيمة والزجر

فوهبتها له

وذكر الخرائطي أنه كان لبعض الخلفاء غلام وجارية من غلمانه وجواريه متحابين فكتب الغلام إليها يوما يقول

ولقد رأيتك في المنام كأنما ... عاطيتني من ريق فيك البارد

وكأن كفك في يدي وكأننا ... بتنا جميعا في فراش واحد

فطفقت يومي كله متراقدا ... لأراك في نومي ولست براقد

ثم انتبهت ومعصماك كلاهما ... بيدي اليمين وفي يمينك ساعدي

فأجابته الجارية

خيرا رأيت وكل ما أبصرته ... ستناله مني برغم الحاسد

إني لأرجو أن تكون معانقي ... فتبيت مني فوق ثدي ناهد

وأراك بين خلاخلي ودمالجي ... وأراك بين ترائبي ومجاسدي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015