وذو القلب المصاب وإن تعزى ... يهيج حين يلقى العاشقينا
وكم من خلة أعرضت عنها ... لغير قلى وكنت بها ضنينا
رأيت صدودها فصددت عنها ... ولو هام الفؤاد بها جنونا
وعرض خالد بن عبد الله القسري سجنه يوما وكان فيه يزيد بن فلان البجلي فقال له خالد في أي شيء حبست يا يزيد قال في تهمة أصلح الله الأمير قال أفتعود إن أطلقتك قال نعم وكره أن يعرض بقصته لئلا يفضح معشوقته فقال خالد أحضروا رجال الحي حتى نقطع يده بحضرتهم وكان ليزيد أخ فكتب شعرا ووجه به إلى خالد
أخالد قد أعطيت في الخلق رتبة ... وما العاشق المسكين فينا بسارق
أقر بما لم يأته المرء إنه ... رأى القطع خيرا من فضيحة عاشق
ولولا الذي قد خفت من قطع كفه ... لألفيت في شأن الهوى غير ناطق
إذا بدت الرايات للسبق في العلى ... فأنت ابن عبد الله أول سابق
فلما قرأ خالد الأبيات علم صدق قوله فأحضر أولياء الجارية فقال زوجوا يزيد فتاتكم فقالوا أما وقد ظهر عليه ما ظهر فلا فقال لئن لم تزوجوه طائعين لتزوجنه كارهين فزوجوه ونقد خالد المهر من عنده
وذكر أبو العباس المبرد قال كان رجل بالكوفة يدعى ليث بن زياد قد ربى جارية وأدبها فخرجت بارعة في كل فن مع جمال وافر فلم يزل معها مدة حتى تبينت منه الحاجة فقالت يا مولاي لو بعتني كان أصلح لك مما أراك به وإن كنت لأظن أني لا أصبر عنك فقصد رجلا من الأغنياء يعرفها