وقال سعيد بن عبد الله بن راشد علقت فتاة من العرب فتى من قومها وكان عاقلا فجعلت تكثر التردد إليه فلما طال عليها ذلك مرضت وتغيرت واحتالت في أن خلا لها وجهه فتعرضت إليه ببعض الأمر فصرفها ودفعها عنه فتزايد المرض حتى سقطت على الفراش فقالت له أمه إن فلانة قد مرضت وها علينا حق قال فعوديها وقولي لها يقول لك ما خبرك فسارت إليها أمه وسألتها ما بك فقالت وجع في فؤادي هو أصل علتي قالت فإن ابني يسألك عن علتك فتنفست الصعداء ثم قالت
يسائلني عن علتي وهو علتي ... عجيب من الأنباء جاء به الخبر
فانصرفت إليه أمه وأخبرته وقالت له تريد أن تصير إليك فقال نعم فذكرت أمه لها ذلك فبكت وقالت
ويبعدني عن قربه ولقائه ... فلما أذاب الجسم مني تعطفا
فلست بآت موضعا فيه قاتلي ... كفاني سقاما أن أموت تلهفا
وتزايدت بها العلة حتى ماتت
وأحب رجل من أهل الكوفة يسمى أبا الشعثاء امرأة جميلة فلما علمت به كتبت إليه وقالت
لأبي الشعثاء حب دائم ... ليس فيه تهمة لمتهم
يا فؤادي فازدجر عنه ويا ... عبث الحب به فاقعد وقم
جاءني منه كلام صائد ... ورسالات المحبين الكلم