مغيرية كالبدر سنة وجهها ... مطهرة الأثواب والعرض وافر

لها حسب زاك وعرض مهذب ... وعن كل مكروه من الأمر زاجر

من الخفرات البيض لم تلق ريبة ... ولم يستملها عن تقى الله شاعر

فقال له سالم زدني فغناه

ألمت بنا والليل داج كأنه ... جناح غراب عنه قد نفض القطرا

فقلت أعطار ثوى في رحالن ... وما احتملت ليلى سوى طيبها عطرا

فقال له سالم والله لولا أن تتداوله الرواة لأجزلت جائزتك فإنك من هذا الأمر بمكان

قال الخرائطي حدثنا العباس بن الفضل عن بعض أصحابه قال حججت سنة من السنين فإني لبالربذة إذ وقفت علينا جارية على وجهها برقع فقالت يا معشر الحجيج نفر من هذيل ذهب بنعمهم السيل وقعدت بهم الأيام ما بهم نجعة فمن يراقب فيهم الدار الآخرة ويعرف لهم حق الأخوة جزاه الله خيرا قال فرضخنا لها فقلت لها هل قلت في ذلك شيئا فأنشأت تقول

كف الزمان توسدتنا عنوة ... شلت أناملها عن الأعراب

قوم إذا حل العفاة ببابهم ... ألفوا نوافلهم بغير حساب

فقلنا لها لو أمتعتينا بالنظر إلى وجهك فكشفت البرقع عن وجه لا والله لا تهتدي العقول لوصفه فلما رأتنا قد بهتنا لحسنها أنشأت تقول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015