ليس المحب الذي يخشى العقاب ولو ... كانت عقوبته في فجوة النار

بل المحب الذي لا شيء يفزعه ... أو يستقر ومن يهواه في الدار

فلما قرأ الكتاب قال لا خير في الحياة بعد هذا وأقبل حتى دخل المدينة فأتى بشر بن مروان في وقت غدائه فلما فرغ من غدائه أدخل عليه فقال ما الذي دعاك إلى تعطيل ثغرك أما سمعت النداء فقال اسمع عذري فإما عفوت وإما عاقبت فقال ويلك وهل لك من عذر فقص عليه قصته وقصة ابنة عمه فقال أولى لكما يا غلام خط على اسمه من البعث وأعطه عشرة آلاف درهم والحق بابنة عمك

سهرت ومن أهدى لي الشوق نائم ... وعذب قلبي بالهوى وهو سالم

فواحسرتا حتى متى أنا قائل ... لمن لامني في حبكم أنت ظالم

وحتى متى أخفي الهوى وأسره ... وأدفن شوقي في الحشا وأكاتم

أريد الذي قد سركم بمساءتي ... ليغفل واش أو ليعذر لائم

وقال آخر

بي لا بها ما أقاسي من تجنيا ... ومن جوى الحب في الأحشاء أفديها

والله يعلم أني لا أسر بأن ... تلقى من الوجد ما لاقيته فيها

خوف البكاء كما أبكي فتتركني ... أبكي على كبدي طورا وأبكيها

وقال العباس بن هشام الكلبي ضرب عبد الملك بن مروان بعثا إلى اليمن فأقاموا سنين حتى إذا كان ذات ليلة وهو بدمشق قال والله لأعسن الليلة مدينة دمشق ولأسمعن الناس ماذا يقولون في البعث الذي أغزيت فيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015