وهل كان فعل ذلك مختص برسول الله؟ لا، بل كان أصحابه في أيام غربة الدعوة يصلون معه تلك الصلوات التي تستغرق الليل، يقول تعالى في آخر السورة: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} (?).
السابقون الأولون من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلّد الله قيامهم غالب الليل في كتابه العظيم، أي شرف أعظم من هذا الشرف لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!
أما نحن، فمنا أقوامٌ ينامون الليل كله ويستثقلون دقائق معدودة ليتهجدوا فيها بين يدي الله.
ومنا أقوامٌ يسهرون الليل كله لكن في استراحات اللهو، ويستكثرون أن يتوقفوا دقائق ليقفوا بين يدي الله.
ومنا أقوامٌ يذهب ليلهم في تصفح شبكة الانترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، ومشاهدة مقاطع اليوتيوب، وتعليقاتٍ تافهة لا تقرب من الله، ويبخل على نفسه بركيعات في آخر الليل لله جل وعلا!