رقائق القران (صفحة 98)

يجعل الأمر في غاية الحرج، إنهم قومٌ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا}.

بل وتأمل في بلاغة القرآن كيف يجعل البيات قياماً .. كما قال تعالى في وصف عباد الرحمن في سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} (?).

إنهم يبيتون، لكنهم يبيتون لربهم في سجود وقيام!

ومن ألطف مواضع السهر الإيماني أن الله جعله من أهم عناصر التأهيل الدعوي في بداية الطريق، الله سبحانه وتعالى لم يجعل أعظم السهر الإيماني في آخر الدعوة النبوية بعد استيفاء التدرج، كلا، بل جعله في أولها! فقال تعالى لنبيه في آياتٍ كادت تستغرق الليل: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً} (?).

لاحظ معي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - في بداية الدعوة، ومع ذلك يقول له {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015