إلا الصلاة، يعرج برسول الله إلى موضع يسمع فيه (صريف الأقلام) لا يمكن إلا أن تكون له دلالات عميقة حول منزلة الصلاة وشرفها عند الله ..
والصريف هو صوت صرير القلم على اللوح، والأقلام هي التي بيد الملائكة تكتب بها قضاء الأقضية التي يقدرها الله سبحانه وتعالى، والملائكة تكتب الأقدار اليومية: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَانٍ} (?)، وتكتب التقدير الحولي: ... {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} (?)، وتكتب التقدير العمري: «ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات، فيكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد» (?).
والمعروف أنه حينما يكون الإنسان في مرض الموت، وسيغادر هذه الدنيا فإنه يوصي بأهم الأمور، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - من كمال حرصه على أمته، وهو على فراش الموت أخذ يردد كما روى أبو داود بسند جيد عن علي قال: كان آخر كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم» (?).