بل هل تدري ما هو أطم وأبشع من ذلك كله .. ؟ أن كثيراً من أهل الأهواء الفكرية يرون أن الحديث عن الصلاة هو شأن الوعاظ والدراويش والبسطاء، أما المرتبة الرفيعة عندهم فهي ما يسمونه «السجال الفكري، والحراك الفكري»، وحقيقة الأمر أن كثيراً منها ترهات آراء يتداولونها في مقاهي الفراغ أو صوالين الإنشاء ..
يسمون الشبهات، وتحريف النصوص الشرعية، والتطاول على أئمة أهل السنة: (حراكاً فكرياً)، يا ضيعة الأعمار!
الصلاة التي عظمها الله في كتابه، وذكرها في بضعة وتسعين موضعاً، تصبح شيئاً هامشياً ثانوياً في كثير من الخطابات النهضوية والتنموية والإصلاحية، ألا لا أنجح الله نهضة وإصلاحاً تجعل الصلاة في ذيل الأولويات ..
المهم، لنعد لموضوعنا، فمن أراد أن يعرف منزلة الدنيا في القلوب مقارنة بدين الله فلا عليه أن يقرأ النظريات والكتابات والأطروحات، بل عليه فقط أن يقارن بين الساعتين «الخامسة والسابعة صباحاً» وسيفهم بالضبط كيف صارت الدنيا أعظم في نفوسنا من الله جل جلاله ..