بل إن الله تعالى يقدّر على العباد كوارث كونية يريد منهم أن تدفعهم للتعلق بالله ومناجاته والتضرع له، ولكن من ابتلي بقسوة القلب يفلس في الوصول إلى هذه اللحظات الراقية المشرقة، كما يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَاسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَاسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (?).
أي شؤم لقسوة القلب إذ يتسبب في مضادة أمر الله!
الله يقدّر المرض والمجاعة والحروب والفقر، يريد من العبد أن يرتفع ويتشرف باللجوء إلى الله، والتضرع له، والتمرغ فوق تراب العبودية، وتعفير الوجه بذل الإخبات، ولكن قسوة القلب تكبل العبد فلا يصعد لهذه المنزلة العظيمة.
تأمل مرةً أخرى الآية الكريمة: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَاسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ}.
وهل يقف أمر (قسوة القلب) عند الحرمان من مقامات الإيمان الرفيعة كالتضرع لله؟