والمؤمن الذي امتلأ قلبه باليقين بلحظة القبر، يتحرق على أوقات الانتظار، والمسير، والجلوس العابر؛ أن تذهب في غير ذكر الله، وأي جمال وبهاء لحالة الذاكر لله واقفاً وجالساً ومضطجعاً والتي يصفها كتاب الله في قوله سبحانه: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} (?).
بل تأمل ما هو أعجب من ذلك! وهو أن الله يأمر بالصلاة التي كلها أذكار، ثم بعد الصلاة يأمر باستمرار الذكر على هذه الأحوال، فيقول تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} (?).
بالله عليك خذ هذا المثال العابر: تأمل هذه الساعات التي فاتت من ظهر اليوم، أو من عصر اليوم، أو السهرة التي قضيتها البارحة، هذه الساعات التي فاتت، ذهبت علي وعليك، هذه الساعات سلخت من أعمارنا ولن تعود أبداً، فإن كنا عمرناها بتسبيح أو تحميد أو تكبير أو سجدة أو مدارسة علم نافع، أو مصلحة للمسلمين؛ فإنها ستكون شاهدة غداً في صحائفنا، تبيض وجوهنا وتسرنا