رقائق القران (صفحة 20)

أرأيت أين تنتهي حفلة التكاثر هذه؟ تنتهي عند أول ليلة في القبر، وحينها يكتشف أحدنا أنه ضيع حياته المستقبلية الحقيقية، ولكن بعد ماذا؟ بعد فوات الزمن المحدد من الله جل وعلا.

وهذا التكاثر الذي تحدثت عنه (سورة التكاثر) جاء في آية أخرى في سورة الحديد، حيث يقول تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ، وَلَهْوٌ، وَزِينَةٌ، وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ، وَتَكَاثُرٌ فِي الأموَالِ وَالأَوْلاد} (?).

وإذا وفق الله الإنسان أن ينخلع من ملاحظة ما يكتسبه الخلق، ويتزاحمون عليه، والتحرق على المنافسة فيه، من مناصب، ومساكن، وسيارات، وعقارات، وأرصدة، ونحوها، وأقبل على ما هو أعظم من ذلك، وهو صناعة المستقبل الأبدي، وعمارة النفس بالله؛ فإنه سيكتشف للحياة معنى آخر، معنى أسمى من الحطام الصغير المؤقت ..

كلما رأيت نفسي في غفلة، وكلما رأيت نفسي وقد ذهلت عن الحقائق الكبرى، أخذت أردد: فتش عن (دوامة التكاثر)!.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015