فهل كانت وعود الله لنا سبحانه في القرآن محل جزم وثقة ويقين مطلق في قلوبنا، حاضرة في حياتنا؟ أم هي أشبه بالإيمان البارد الفاتر وهي أشبه بالحاضر الغائب؟
والعلاقة بين (وعد الله) و (عبودية اليقين) ليست مجرد استنباط، بل القرآن ذاته أشار إليها كما قال الله سبحانه: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (?).
فهل استطعنا أن نصل لعبودية اليقين، التي هي أعظم مراتب الدين فوق الإسلام والإيمان، فنخرج من قلوبنا كل ذرة احتمال أو ارتياب أو تردد؟
ومن المواقف المحزنة التي يمر بها المؤمن في حياته هي حينما يقارن بين تعظيم الوحي لشأن اليقين وجعله أشرف منازل الدين، وبالمقابل يأتيك من يردد: (لا أحد يملك الحقيقة المطلقة)! برغم أن الحقيقة المطلقة في القرآن أصلاً!