وجعل الله في هذا القرآن «رحمة»، لكن الناس يتفاوتون في الانتفاع بهذه الرحمة القرآنية بحسب ما في قلوبهم من اليقين، كما قال الله سبحانه: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (?).
فانظر .. كيف أنه كلما تعاظم اليقين في قلب العبد، تنزّلت عليه رحمات الله، وانفتحت له رحمات القرآن؟!
وأخبرنا الله أن اليقين هو الطريق إلى أعلى وصف من أوصاف التديّن، وهو وصف (الإمامة في الدين)، كما قال الله سبحانه: ... {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (?).
بل إن القرآن لم يرسم لقارئه درب اليقين فقط، وإنما أضاف طريقة التعامل مع الشريحة التي تعاني من نقص اليقين، فنهانا القرآن أن نتأثر بإرجاف مرضى الحيرة والشكوك، كما قال الله عز وجل: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (?).