رقائق القران (صفحة 147)

وقد ظاهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين درعين يوم أحد، واستأجر دليلاً مشركاً على دين قومه يدله على طريق الهجرة، وكان يدخر لأهله قوت سنة، وهو سيد المتوكلين، وكان إذا سافر في جهاد أو حج أو عمرة حمل الزاد والمزاد، وجميع أصحابه، وهم أولو التوكل حقا، وأكمل المتوكلين بعدهم هو من اشتم رائحة توكلهم من مسيرة بعيدة» (?).

ولكن، ومع فعل الأسباب، فإن القلب معلق بالله، ملتفت معرض عن التعلق بهذه الأسباب، ولذلك ترى المتوكل يلهج بالذكر، يرقب توفيق ربه، ويتمتم بالدعاء.

يتحدث المتوكلون عن أذواق لهم يشعرون بها لا يتصورها المحبوسون في زنازين خطاياهم مثلنا، فمن أراد أن يعرف ما هي (الطمأنينة)، وما هي (السكينة)، وأي شيء هو (راحة البال)، فليجرب التوكل ..

هل تظن رجلاً قلبه معلقٌ بملك الملوك سبحانه فوق سبع سماواته يقلقه شيء من مقادير هذه الدنيا؟ ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015