فالشيطان حاضرٌ في حياتنا يزل ويستزل، ويوسوس، ويفتن، وينزغ، ويهمز، ويسوّل، ويملي، ويؤز، ويضل ويصد عن الله، ويستهوي للحيرة، ويرمي في طريقنا الخطوات ليستدرجنا للخطايا، ويخوفنا من الفقر كلما فكرنا في النفقة في سبيل الله، ويزين لنا الباطل فيضعه في قالب الأمر الطبيعي والجميل، وأنه لا داعي للمبالغة، وهي من أخطر أساليب الشيطان، وتستخف الشياطين أهل الباطل وتؤزهم وتورطهم
في الاندفاع.
ويسعى الشيطان لينسينا أمر الله سواء كان نسياناً معفواً عنه بمعنى غياب العلم، أو اكتنان المعلوم كما في السهو، كما قال في المراقي:
زوال ما عُلِم قُلْ: نسيانُ ... والعلم في السهو له اكتنانُ
أو إنساءً غير معفو عنه وهو حضور العلم وغياب خشية الله وإرادته، فالشيطان حريص على كلا النوعين من النسيان: نسيان الذهول المعفو عنه، ونسيان الغفلة المتوعد عليه ..