وفي صحيح مسلم في شأن صلاة الجماعة يقول الصحابي: «ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، أو مريض» (?).
فقوله «منافق معلوم النفاق» فرع عن كون الصحابة يعينون آحاد وأعيان المنافقين، وهذا يدل على أن الصحابة لم يكونوا يقولون: (إن النفاق كله حالة قلبية مستترة لا يمكن معرفتها)!
بل إن هذه المقولة: (أن النفاق كله حالة قلبية مستترة لا يمكن معرفتها مطلقاً) تفضي إلى تعطيل جملة من أحكام القرآن في المنافقين، وسأحاول الإشارة لنماذج من هذه الأحكام القرآنية:
فمن ذلك أن الله أمرنا في موضعين من القرآن، في سورتي التوبة والتحريم، أن «نجاهد المنافقين» كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} (?).