رقائق القران (صفحة 115)

فيا ترى، كم من خطاب فكري معاصر يجد القارئ في لحن خطابه شُعَباً من النفاق التي لاتحصى؟!

ولذلك كان الصحابة يعرفون بعض المنافقين بأعيانهم بسبب أفكارهم ولحن خطابهم، كما صور ذلك كعب بن مالك بعبارة بديعة في حديثه الطويل في صحيح البخاري حين قال: «فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطفت فيهم أحزنني أني لا أرى إلا رجلا مغموصاً عليه النفاق، أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء» (?).

فتلاحظ أن بعض المنتسبين للإسلام في مجتمع الرسول كانوا «مغموصاً» عليهم النفاق، أي مطعونين ومتهمين بذلك!

فإذا كان أصحاب رسول الله يغمصون بعض الناس بالنفاق، فكيف يقال: إن وصف النفاق لا يمكن إطلاقه لأنه حالة قلبية مستترة؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015