يقول ابن القيم: (قال الجنيد «واشوقاه إلى أوقات البداية»! يعني: لذة أوقات البداية، وجمع الهمة على الطلب والسير إلى الله) (?).
فهنيئاً لك - يا أخي الكريم - لذة أوقات البداية بإذن الله.
وهذه الآيات كلها التي صورت قيام الليل يدخل فيها مرتبتان: قيام الفرض كصلاة العشاء وقيام الكمال كالتهجد ..
وبعض المفسرين يخطئ في حمل بعض هذه الآيات على أحد المحملين، والصحيح أنها تشمل المرتبتين، إلا أن بعضهم يذكر أحد الاحتمالين على سبيل «تفسير التمثيل» لا «تفسير الحصر والحد»، والأول مشهور عن السلف. ويخطئ كثيرون في ظنهم أنه قول في تفسير الآية، وإنما أراد به الإمام من أئمة السلف المثال الذي يعتبر به ما كان من جنسه، وقد نبه على هذه القاعدة الإمام ابن عطية (ت 542 هـ) بعبارة من عيون علوم القرآن كما قال - رحمه الله -: «وإنما عبر علماء السلف في ذلك بعبارات على جهة المثالات، فجعلها المتأخرون أقوالاً» (?).